تكمن أهميّة جغرافيّة السكّان في فهم حقائق السكّان على أرض الواقع من ناحية عددهم وتوزيعهم الجغرافي والعوامل المؤثرة في ذلك، كما أنها تساعد الدولة والجهات المختصة على التخطيط للمسقبل من ناحية تأمين احتياجاتهم ومتطلباتهم من مسكنٍ وغذاءٍ وتعليمٍ، كما لها دورٌ مهمٌ في معرفة العلاقات الإنسانيّة السائدة في المجتمع وأهميّة هذه العلاقات. و يحظى موضوع السكان باهتمام كبير في حياة الإنسان، حيث تؤثر المتغيرات السكانية في خصائص المجتمع، وقيمه، وتقاليده، ومشكلاته، والتخطيط لتطوره ونموه وتقدمه ولا شك ان العوامل الديموغرافية، مثل المواليد والوفيات والهجرة والتركيب العمري والنوعي للسكان، عوامل متغيرة تتأثر بعدد كبير من العوامل المتغيرة الأخرى، كما يؤثر بعضها في البعض الآخر. فتركيب السكان بحسب النوع يتأثر بالمستوى الحضاري ونظرتهم إلى المرأة، ومقدار حرصهم على حياة الرضيع سواء أكان ذكر أم أنثى. كما يتأثر بالحالة السياسية العامة للسكان من حيث وجود الطمأنينة أو عدمها. إذ أن معظم ضحايا الحروب من الشبان، أي الذكور من دون الإناث. ويتأثر بحالة الإقليم نفسه، هل هو رعوي أم زراعي أم صناعي؟ هل هو إقليم قديم العهد بالعمران حيث تكون نسبة النوع فيه اعتيادية أم مفتوح للهجرة فترتفع فيه نسبة الذكور. ومعدلات المواليد هي الأخرى تختلف تبعا لتوزيع فئات السن لدى الإناث. وهكذا تعتمد تغيرات السكان على عوامل متغيرة، ويطلق على الدراسات التي تشتبك فيها الظواهر الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها معاً لفظ (دراسات سكانية) Population Studies.