الاحتمال فرع من الرياضيات يبحث في قياس أو تقدير وقوع الاحداث العشوائية على تدريج من الصفر و الذي يعني الاسنحالة و الواحد الصحيح و يعني اليقين، و باختصار هو رياضيات المصادفات أو الحظوظ.
إن غياب الحتمية أو التأكد هو الذي يلزم الأخذ بالاحتمال. و للاحتمال تطبيقات شتى بدءاً من العاب القمار أو المراهنة إلى سلوك الجسيمات دون الذرية و سلوك الموّرثات و التنبؤ بالأمراض و الأرصاد الجوية و غيرها، و جميعها تخضع لقوانين الاحتمال. و ما سوف نتناوله في هذا الكتاب ليس إلا رسماً لجذوره الأولى و تطبيقاته في الحياة العملية.
يحتوي هذا الكتاب على ستة فصول متباعدة و مستقلة عن بعضها، حيث يقدم الفصل الأول الخطاب التاريخي الذي أعده باسكال إلى زميله فيرما، و الذي يحتوي على البذرة التي انطلقت منها نظرية الاحتمالات التي نعرفها اليوم، بالإضافة إلى بعض الخطابات المتبادلة بينهما، بينما يستعرض الفصل الثاني تطور الاحتمال الرياضياتي و الاستدلال الإحصائي و الذي هو مجرد محاضرة القاها الرياضياتي السويدي هارولد كرامر و نشرت في الدورية الإحصائية و قام كاتب هذه السطور بترجمتها لتكمل بعداً من أبعاد النظرية الاحتمالية.
يتناول الفصل الثالث أهم قضايا الاحتمال و أبعادها العملية، بدءاً بمسألة النقط(تقسيم الرهان) و بعض المفارقات و المعضلات الكامنة في النظرية الاحتمالية، أما الفصل الرابع فهو يناقش علاقة الاحتمال بالعشوائية و الريبة ثم يبتعد قليلاً ليغوص في الفيزياء الإحصائية ليسبر تطبيق الاحتمالات و الطرائق الإحصائية في مجال الفيزياء، ثم ندخل على الفصل الخامس لنرى أسرار اللعبة الكونية و تحديداً لعبة الحياة. هل الحياة صدفة أم وصفة خارج نطاق عقولنا؟ و تنتهي قصتنا مع الفصل السادس ليخبرنا عن أعمال صناع و مؤسسي هذا المجال الخصب.