إن ما تم إنجازه في الأعوام الماضية يفوق أضعاف الإنجازات البشرية منذ خليقة الإنسان. والخطوات التي تمت في علم الوراثة – رغم حداثته – كانت عملاقة، وساعدت المكتشفات العلمية في سائر العلوم على سبر أغوار الخلية والكشف عن مكنوناتها وأسرارها وكانت الدراسات والأبحاث الأولى تتم على الكائنات الحية ثم تجاوزتها إلى النوع البشري. ونتجت عن هذه الدراسات مشكلات تتعلق بالكرامة الإنسانية والموقف الشرعي من الأبحاث التي قد تؤدي إلى سلالات جديدة ذات صفات وراثية جديدة معدَّلة ؛ كإنتاج سلالات نباتية أو حيوانية ذات مقاومة خاصة للآفات ؛ أو ذات إنتاجية عالية، وظهر مؤخراً محاولة التغلب على ندرة الأعضاء البشرية لاستخدامها في زراعة الأعضاء لمن يحتاجونها، فتم مثلاً استخدام (جين) بشري لإنتاج قلوب في الخنازير تتوافق مع القلوب البشرية ولا يطردها الجسم الإنساني. لكن الوراثة وحدها لا تنفرد وبتحديد سلوك الفرد كما أن البيئة بمفردها لا تستقل في تأثيرها بعيداً عن الوراثة حيث أننا لا نستطيع الفصل التام بين أثر الوراثة وأثر البيئة على سلوك الفرد كما أن البيئة والوراثة من خلال تفاعلهما يحددان إمكانية وصول الفرد إلى أعلى المستويات الرياضية التي تساعد المربي الرياضي في ذلك…
…..