الرياضة… منذ القديم وهي كريمة الأصل عريقة النسب… ما زالت تؤمن بالقيم الإنسانية وبمكارم الأخلاق، يتقرب إليها القوي فتحفظ له عافيته، ويرجوها العليل فتدعو له بالشفاء، وهي رسول السلام والإخاء بين شعوب العالم على اختلاف ألوانهم وأجناسهم وعقائدهم وتوجهاتهم فلا تمييز لديها بين بني البشر ولا يفوز بقلبها إلا كل مجتهد مثابر دؤوب، وأقصر الطرق إلى رضاها هو اللعب النظيف؛ فهي تمقت الغش والعدوان وقوانينها تدور حول العدالة والمساواة، واقتبسوا من أخلاقها الأصلية ما أطلقوا عليه بــ (الروح الرياضية).
لم يقتصر الحب والاحترام والتقدير على سدنة البيت الرياضي من لاعبين ومدربين ومنظمين.. الخ, لكن وقع في غرامها كثير من أصحاب الفكر والقلم، ونجوم الفن والأدب، بل وأصحاب القرار من السياسيين والقادة والزعماء من كل أنحاء الأرض، فقالوا فيها قولا كريما وأشادوا بمحاسنها وبأخلاقها وسجاياها.
قدر العلماء أهمية الحركة بالنسبة للإنسان منذ أقدم العصور، واستخدموا بنجاح التمارين البدنية في علاج بعض الأمراض، حيث قام العالم العربي ابن سينا باستخدام الحركة والغذاء الصحيح من أجل الحفاظ على صحة جيدة، كما أكد الطبيب الفرنسي سيمون أندريه في القرن الثامن عشر أنه بالإمكان إحلال الحركة مكان أية وسيلة، ولكن كل الوسائل العلاجية في العالم لا تستطيع أن تحل محل مكان تأثير الحركة وهذا يؤكد على أهمية ممارسة الفرد للحركات البدنية ومدى الاحتياج لها….
…..