منذ أن ركب الإنسان البحر، بدأ يكتشف الأهمية التي تتمتع بها البحار، حيث إنها تشكل طرق لاتصال القارات بعضها ببعض، لذلك فقد أصبحت ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمواصلات بين دول العالم، وقد استفادت الدول الاستعمارية القديمة من البحار لخدمة مصالحها التوسعية، فأستعمرت البلدان بواسطة أساطيلها التي كانت تجوب البحار.
ولكن البحار لا تستخدم كطرق مواصلات للأساطيل الحربية للدول الاستعمارية فقط، وإنما تستخدم كطرق مواصلات للسفن التجارية التي تنقل البضائع من دولة الى أخرى، فنجد أن البحار في الوقت الحاضر تستحوذ على نسبة كبيرة من المبادلات التجارية بين الدول.
وبالإضافة الى أهمية البحار كطرق للمواصلات فإن لها أهمية أخرى تكمن في الثروات الموجودة فيها، سواء أكانت هذه الثروات حيوانية أم ثروات معدنية.
ولقد أدى التطور والتقدم العلمي الى انتشار التجارة وزيادة المبادلات التجارية بين الدول، حيث تشكل التجارة البحرية تقريباً ما نسبته 75% من التجارة العالمية، ولذلك بنيت السفن الضخمة التي تستطيع أن تحمل آلاف الأطنان والمزودة بأحدث التقنيات العلمية سواء من ناحية الآلات والمحركات المستخدمة في تسيير هذه السفن أو من حيث الاتصالات بين هذه السفن والمراكز الأرضية.
ونتيجة لهذا التطور، ازدادت وتشعبت العلاقات بين المشتغلين في التجارة البحرية، لذلك قامت الدول بوضع التقنينات البحرية التي تنظم العلاقات التي تنشا بين أصحاب العلاقة التي لها صلة بالسفينة، كعلاقة المجهز بالربان أو علاقة الربان بالعاملين الآخرين على السفينة أو الإرشاد البحري أو عقد العمل البحري أو عقد النقل البحري، وهذا يدل على أهمية الرحلة البحرية التي تقوم بها السفينة وتشجيع الدول لأساطيلها التجارية……
…..