يعد عصر سلطنة غرناطة اخر العصور التاريخية لحكم المسلمين في الاندلس، فقد كانت غرناطة عندما فتحها المسلمون عام (92هـ /711م) عبارة عن مدينة صغيرة من اعمال البيرة وبعد ان استقلت عنها اصبحت مدينة مستقلة بفضل العديد من العوامل ومنها السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية ، التي جعلتها محط انظار المسلمين الذين هاجروا اليها بعد سقوط مدنهم بيد الاسبان، ومحل اطماع الممالك الاسبانية للسيطرة عليها، وكان لهذه العوامل دور بارز في اتساع تخطيطها العمراني حتى اصبحت غرناطة تشمل القسم الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة الايبيرية،وتصمد لمدة قرنين ونصف القرن من الزمان بوجه تحديات الممالك الاسبانية، ورغم ذلك ومرت بسلسلة متواصلة من البناء، والتعمير، والتوسع، فضلاً عن شجاعة اهالي هذه السلطنة، وما تمتعوا به من روح وطنية للحفاظ على هذا المعقل الذي عد اخر معاقل المسلمين في الاندلس، وبذلوا كل جهودهم للحفاظ عليها على الرغم من الظروف السياسية القاهرة التي مرت بها غرناطة متمثلة بالتحديات الاسبانية التي كانت تسعى وبشتى الوسائل الى اسقاطها، ولكنها بفضل العوامل السياسية والاقتصادية، والاجتماعية ، فضلاً عن المجاهدة العسكرية التي قدمها حكامها وسلاطينها، ولاسيما سلاطين بني نصر فقد وصلت غرناطة في عهدهم الى اوج ازدهارها وتوسعها؛ بسبب مدة حكمهم الطويلة التي امتدت مائتين وستين عاماً لعملهم بالبناء والتعمير فبهذه العوامل الثلاثة وصلت المدينة الى ما وصلت اليه من الازدهار والقوة.