مثل نهر النيل احد ابرز العوامل التي كان لها دور مهم في طبيعة العلاقات المصرية – الاثيوبية, اذ ساهمت في بناء علاقة لها خصائص مشتركة من خلال طبيعة التفاعلات بين البلدين من جهة, وعلاقتها مع بقية دول حوض النيل من جهة اخرى. ونتيجة لان نهر النيل مشترك بين احدى عشر دولة ومعظمها دول منبع, فقد ادى ذلك الى ان تكون دول المصب تقع تحت رحمة وسيطرة دول المنبع, وهذا ما ادى الى ان تشهد تلك العلاقات حالات من التعاون والاستقرار تارة والصراع والتوتر تارة اخرى.
وعليه اصبحت قضية نهر النيل محور تلك العلاقة بين مصر واثيوبيا, خاصة بعد ان اصبحت اثيوبيا تنتهج سياسات مائية من شأنها الاضرار بحصة مصر من مياه النيل, اذ استندت اثيوبيا في سياساتها تلك على مبدأ السيادة الكاملة على اراضيها ومواردها الطبيعية بما فيها المياه دون الاخذ بنظر الاعتبار الاتفاقيات والمعاهدات الدولية السابقة التي تحدد طبيعة العلاقة بين دول المنبع والمصب, ولعل ابرز تلك المتغيرات هو المتغير الاسرائيلي والامريكي والصيني وجنوب السودان والبنك الدولي.
الامر الذي يجعلنا امام مشاهد عدة لمستقبل تلك العلاقة تتأرجح ما بين توتر وصراع, وامكانية تجاوز وخلق حالة من التعاون والتكامل بين الجانبين ومن ثم تحقيق الاستقرار في المنطقة.
هذا الكتاب يمثل نتاج اكاديمي علمي وموضوعي يجدر بكل قارئ مهتم بالشأن الافريقي الاطلاع عليه لأهميته وفائدته.