اعتمدت الحركة الصليبية منذ بدايتها على دعاية كبيرة الهدف منها إثارة مشاعر المسيحيين في أوربا ودفعهم للمشاركة فيها . وتناولت الرسالة تلك الدعاية التي تبناها البابوات ورجال الدين منذ بداية الحرب الصليبية الأولى عام 1095 م إلى نهاية الحملة الصليبية السابعة وما تلاها من دعاية في محاولة منهم تحريك حملات صليبية أخرى تساعد الصليبيين في بلاد الشام على صد هجوم المسلمين أي إلى عام 1274 م .
وأي دعاية لن تملك النجاح إلا إذا توفر لها دوافع لذلك , والأسباب التي أدت إلى نجاح الدعاية هي أوضاع أوربا نفسها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدينية .
وابتكرت البابوية ورجال الدين أساليب دعائية عديدة لنجاحها منها الخطب , الرؤى والأساطير , الشعر , الرسم والآثار المقدسة . وكانت الخطب أهم تلك الأساليب وأقواها تأثيراً على الناس في أوربا . وبدراسة الخطب وجد البحث أن خطب القرن الثاني عشر الميلادي اختلفت عن خطب القرن الثالث عشر الميلادي .