يُعدُّ الشَّوق إلى الله عزَّ وجلَّ في الدُّنيَا أعلى منزلة من مَنَازِل المؤمنين؛ لأنَّ العبد لا يمكن أنّ يصل إلى هذه المرتبة إلا بعد خروج الدُّنيَا من قلبه ورغبة في الآخِرَة.
فلا يشتَاق العبد إلى المَالِ أو إلى الولدِ أو إلى الزوجةِ بقدر شوقه إلى الله تعالى.
فكُلَّمَا زاد رصيد الإيمَان في قلبك زاد حبك لله، وكُلَّمَا زاد حبك لله زاد شوقك لله تعالى.
فينبغي أنّ تشتَاق إلى الله تعالى كَمَا تشتاق إلى المَاءِ البَارد بعد أذان المغرب على سفرة الإفطَار فللصائم فرحتان: فرحة عِندَ فطره، وفرحة عِندَ لِقَاء رَبِّه.
ولا يمكن أنّ تَكون هنَاك عطية أرفع من أن يصل العبد بإيمانه وأعماله التي هي من رحمة الله إلى مقَام يخلد فيه في الجنَّة ويمتع برؤية وجه الله تعالى بُكرةً وعَشِيًّا.
ولذلك إذا نزلت بالمُؤمِن نوازل الآخره ورأى معالم السفر إلى لِقَاء الله تعالى اِشْتَاقَ إليه؛ فَمَا أعطي أهل الجنَّة عطاءً أعظم ولا أفضل ولا أكثر من أن ينظر إلى وجه الله تعالى في الجنَّة.
تـــــضمن الكتاب مُقدِّمة وأربعة فصول تطرقتُ في الفصل الأول لِدرَاسَة مَفهُوم اللِّقَاء في القُرآن الكَرِيم، وكرّستُ الفصل الثاني لِدرَاسِة ألفَاظ اللِّقَاء في الأجزاء العشرة الأولى، وَتنَاولتُ في الفصل الثالث ألفَاظ اللِّقَاء في الأجزاء العشرة الثانية، وخصّصتُ الفصل الرابع لِدرَاسَة ألفَاظ اللِّقاء في الأجزاء العشرة الثالثة، وقائمة بالمصادر والمراجع والتي بلغت أكثر من ( 170) مصدرًا ومرجعًا، وفهرس محتويات الكتاب…. المؤلف