يحاول هذا الكتاب الدخول في موضوع الأسطورة، عبر مقاربة تفترض أن الأسطورة ما تزال حيّةً، تُنسج بيننا، وتعيش فينا، وكما أن الحياة الواقعيّة في العصور الأول، هي المسؤولة عن انبثاقها فإن الواقع اليوم هو من ينهض بمهمة انتاجها ايضاً. ومع أن الأنثروبولوجيين التطوريين، حسبوا أن عصرها انقضى بحلول عصر الدين ثم عصر العلم، إلاّ أن الوظيفيّين والبنيويّين لم يربطوها بواقع تاريخي بل جعلوا وجودها رهناً بوجود المجتمع خالق الأساطير، وان العقل البشري واحد لا يتغيّر، إذ لا فرق بين عقل الإنسان البدائي وعقل الإنسان المتحضّر، مما جعلنا نُعنى باكتشاف موجهات موضوعيّة تعد مسؤولة عن أسطرة الواقع، وتقوم بنقله الى مرتبة الأسطورة، لأن لكل عصر أساطيره الخاصّة.