يعد البحث بكل مجالاته وأشكاله من أهم مرتكزات التطوير والتجديد، فهو ضرورة حتمية لكل المجتمعات ولكل الميادين، والبحث التربوي بصفة خاصة هو أرقى أساليب تطوير العملية التربوية بكل أبعادها ومساقاتها ومداخلها، وتتنوع الحاجة إلى البحث التربوي وفقاً لتنوع المشكلات والتحديات التي تواجه المجال التربوي، فالتطورات العلمية والتقنية المتسارعة والمتلاحقة، والثورة المعلوماتية والإتصالية الهائلة التي اجتاحت العالم بأسره خلقت الكثير من التحديات التي تواجه التربويين والمؤسسات والمعاهد والجامعات التربوية على اختلاف أنواعها، وهذا بالطبع انعكس على البحث التربوي ليصبح مسألة أكثر إلحاحاً ومطلباً يتصدر قائمة أولويات الإصلاحات والتجديد التربوي.
والبحث التربوي يحظى باهتمام شديد في كل الدول ولا سيما الدول المتقدمة، حيث تخصص للباحثين مبالغ لا بأس بها، وتقام الندوات والمؤتمرات واللقاءات التربوية لمناقشة نتائج الأبحاث الجديدة وتبادل وجهات النظر حولها، كما تقام المراكز البحثية التي تتولى دعم الأبحاث ومتابعة تطورها. والبحث التربوي في القرن الحادي والعشرين يشهد قفزات نوعية تتميز بالجودة والأصالة وبعد النظر وذلك محاولة باللحاق بركب التطور الذي طال كل مناحي الحياة. من هذا المنطلق انبثقت فكرة هذا الكتاب الذي يشتمل على تسعة فصول، تناولت مفاهيم البحث التربوي , وخصائصه وأخلاقياته وأنواعه وأدواته. كما تناولت العينات والمتغيرات ومراجعة الأدبيات وكيفية التوثيق.