لم يغفل الكيميائي أية ظاهرة فيزيائية أو ظاهرة كيميائية أو تفاعل كيميائي في استغلالها واستثمارها في التحاليل الكيميائية المختلفة.
وكان أول ما بدأ به الانسان من التحاليل هي التحاليل الكمية الوزنية في تنقية وتحضير المعادن والفلزات الثمينة كالذهب والفضة والبلاتين واستغلالها من قبل الخبراء في سك النقود وتحضير الحلي والجواهر الذهبية والفضية. وتطور الامر بعد ذلك الى تحضير وتهيئة معادن اخرى كالنيكل والكوبلت والنحاس وتحضير السبائك المتنوعة لاستعمالها في حياته اليومية.
وقد استعمل الميزان الاعتيادي ثم الميزان الحساس لوزن هذه المواد وتحضير ما يراد تحضيره منها بنسب معينة يعتمد عليها الانسان كالنقود وتداولها في البيع والشراء.
الا ان المحللين الكيميائيين وجدوا ان الطرائق الكمية الوزنية في التحليل تستغرق وقتا طويلا ومملا في بعض الاحيان بالرغم من انها تكسب المحلل مهارة ودقة في الوزن وتكسبه مهارات للعمل في المعامل والمصانع.
لذا فقد حلت عمليات التحليل الكمي الحجمي محل عمليات التحليل الكمي الوزني وذلك لسهولتها واستغراقها وقتا قصيرا وجهدا ليس بالكبير. فكانت تفاعلات أو تسحيحات الحوامض والقواعد وتفاعلات أو تسحيحات الترسيب وتفاعلات أو تسحيحات التأكسد والاختزال وتفاعلات أو تسحيحات تكوين المعقدات (أو المتراكبات). وكان لكل من هذه التفاعلات دلائل كيميائية يستعان بها لتشخيص نقطة انتهاء التفاعل.
ونركز في هذا الكتاب على تفاعلات تكوين المعقدات (أو المتراكبات) حيث لم تُعطَ الاهتمام الكبير في كتبنا السابقة , لذا وجدنا من الضرورة اصدار كتاب يتضمن تفاعلات تكوين المعقدات واختيار المناسب منها في التقدير والذي يعطي نتائج مشجعة ودقيقة.