خُلق الانسان من عنصرين اساسيين هما التراب، وروح الله التي اودعها الخالق في كل مخلوق فمنذ ان يفتح الانسان عينيه تتنازعه قوتان، قوة الخير متمثلة بالروح وقوة التراب (الدنيا) الذي خلق منه، فان تغلبت قوة الروح اصبح ذلك المخلوق عنصراً نافعاً في تعمير وخلافة الارض وان طغت قوة المادة (الدنيا) ينصرف الانسان الى ان يستغل ما حوله الى خدمته وان كانت مضرة للآخرين وكون الانسان ليس هو الكائن الوحيد الذي يقيم على تلك المعمورة فهناك كائنات اخرى حيّة و غير حيّة تشاركه في الاستمرار بالحياة، فاحتاج الانسان الى اداة تقيه من المخاطر والشرور الموجه عليه وعلى مصالحه الشخصية، وبتطور الاجيال وبمرور السنين تطورت سبل الدفاع من خلال ادخال التكنلوجيا الحديثة لتزداد قوة وتأثيراً في المنطقة المراد استهدافها، فأدخلت الاسلحة الكيمياوية والبيولوجية في الحرب العالمية الاولى لأول مرة من قبل الجيش الالماني، اما الاسلحة النووية فاستخدمت في الحرب العالمية الثانية من قبل الولايات المتحدة الامريكية، ما حذى بالدول ان تتسابق كالمملكة المتحدة البريطانية والاتحاد السوفيتي”سابقا” وفرنسا على امتلاك تلك الاسلحة وتطويرها ولحقها الكثير من الدول، إذ كانت غاية تلك الدول ليس الدفاع عن النفس اولحفظ الامن والسلام العالمي، بل لفرض الهيمنة على النطاق العالمي بصورة كاملة وهذا ما اثبته الواقع من خلال الحروب التي شنت على العراق في عام (1991م-2003م) إذ استعملت فيها اغلب الاسلحة المحرمة دولياً المتطورة والجديدة كالاسلحة الاشعاعية (اليورانيوم المنضب) اول مرة في تاريخ الحروب والقنابل العنقودية، وجرى في ايام المعارك استعراض للقوة العسكرية والاسلحة الحديثة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبقية الدول التي طورت الاسلحة المحرمة دولياً غير آبهين ما تحمله الاسلحة من اضرار على البيئة وعناصرها بصورة كلية .