كان من بين أهم الأسباب التي دفعت إلى الكتابة في هذا الموضوع المهم ما يشهده العالم اليوم من انتشار لأوبئة خطيرة وأمراض ظهرت بسبب انتشار فيروسات وبائية شلَّت حركة العالم، وأوقفت نشاطه العام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والديني، وأظهرت عجز العالم المتطور أمامها، وصارت كل دولة تستنجد بغيرها في ظل انشغال كلّ منها بما بلاها الله – صلى الله عليه وسلم – من أمراض، لم تظهر فيمن سبقنا من السلف، علماً أن العالم الإسلامي شهد خلال تاريخه الطويل انتشار العديد من الأوبئة منذ زمن رسولنا الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – وما قبل ذلك، حتى جاء على لسانه الطاهر العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي ترشدنا إلى طريق النجاة متى ما تعرضنا إلى مثل هذه المواقف المرضية الصعبة والخطيرة، في محاولة توجيهية منه – صلى الله عليه وسلم – لعدم نشر المرض وانتقاله من منطقة إلى آخر، ومن جسد إلى جسداً أخر، حتى يتم الوصول إلى علاج يخفف من ألم المرض، أو يقوم بالقضاء عليه بصورة نهائية أو جزئية، وشكلت تلك التوجيهات النبوية الشريفة جزءاً من الهدى الذي نستضيء به في زماننا هذا الذي تهاون فيه العديد من الناس بالأمراض والأوبئة المنتشرة، وكان ذلك سبباً في زيادة عدد المصابين بها، والضحايا الذين سقطوا بعد أن وقعوا في براثنها.