. دراسة الإستراتيجية الدفاعية لأيّ دولة؛ تتطلّب فهماً دقيقاً لمختلف العوامل والمتغيرات والمحدّدات المؤثرة بشكل مباشر وغير مباشر على صنّاع هذه الإستراتيجية. وعليه؛ فإنّ الباحث في مجال إعداد الإستراتيجيات الدفاعية لابدّ له أن يحاول كشف المخاطر التي دفعت الدولة إلى تبنّي إستراتيجية دفاعية وقياس مدى تأثير المتغيّرات الداخلية والخارجية على عملية صنع الإستراتيجية الدفاعية، فضلاً عن تحديد مقوّمات قوة الدولة وضعفها. يؤكد أغلب الباحثين والمختصّين بالشأن السياسي الدولي أنّ الطلب على موقع تركيا ودورها بعد انتهاء الحرب الباردة قد تصاعد بشكل واضح، إذ إنّ المتغيرات التي حصلت في خارطة الصراع الجغرافية ضاعفت من أهمية مكانة تركيا الجيوسترإتيجية في الصراع الدولي، وأصبحت المناطق المحيطة بتركيا محوراً رئيساً من محاور الصراع الدولي نتيجة تركّز مصالح القوى الدولية في تلك المناطق، لاسيما التي تتوافر فيها موارد اقتصادية طبيعية كالنفط والغاز. وبعد أن برزت على الواقع الدولي فرضية جيوبولتيكية جديدة على غرار فرضية “ماكندر” التي أكدت على “أنّ النفط هو الأداة المحركة للاقتصاد الدولي، ومن يسيطر على أغنى الأقاليم الجغرافية من الناحية النفطية فسوف يسيطر على الاقتصاد الدولي، ومن يسيطر على الأخير يسيطر على العالم”……