لوسائل الإعلام دور كبير وواضح في المشاركة السياسية، وهذا ما خلصت أليه العديد من الدراسات والبحوث، إذ تعمل وسائل الإعلام لاسيما التلفزيون (القنوات الفضائية) على تهيئة المناخ لنجاح عملية التحول الديمقراطي من خلال الدفع باتجاه مشاركة الجمهور في العملية السياسية بجميع تمظهراتها، فضلاً عن إشاعة روح الحوار، والمطالبة باحترام الحريات والحقوق لاسيما حرية الرأي والتعبير، والذي أكدت عليه المادة (38) من الدستور العراقي، كذلك تكريس قيم الديمقراطية من عدل ومساواة ومشاركة وفردية وعقلانية وطبيعية، وتوسيع المشاركة السياسية، ومراقبة كافة صور الانحراف والفساد، وتثقيف المواطنين على مهارات المناقشة والمشاركة، وتكوين صورة ذهنية تجاه النظام السياسي القائم.
فالعلاقة بين الإعلام ووسائله والسياسة علاقة توافقية احياناً وجدلية احياناً أخرى كونها تنطلق من وظيفة مهمة تمارسها الأولى في مراقبة من يمتهن الثانية، ومن الصعب تصور تمظهرات العملية السياسية بدون مشاركة الإعلام ووسائله، ورغم أننا نؤكد أن العلاقة توافقية وجدلية بينهما إلا أن الواقع اليوم يفرز العلاقة الجدلية بينهما، ويحاولان ممارسة التأثير أحدهما بالآخر بينهما باختلاف الأنظمة السياسية السائدة، لذا جاء هذا الكتاب ليناقش هذه العلاقة المهمة…