ابتداء لابد من القول بأن منظمة بلا استراتيجية محددة المعالم فهي دونما شك تسـير على غير هدى مثلها مثل السفينة التي تبحر في عرض البحر بلا دفّة وبلا بوصلة او قصد. و الادارة الاستراتيجية كما يؤكد كبار المفكرين ليست مجموعة من التقنيات الجاهزة او الوصفات المسبقة الاعداد ولكنها تعني التفكير التحليلي واستخدام الموارد والقدرات بغية تحسين العمل والتوجه المستقبلي.
ليس من السهل الاحاطة الجامعة بالإدارة الاستراتيجية اذ ان الفكر الاستراتيجي اخذ يشق طريقه بثقة عالية وتقدم متواصل في مجالاته واهتماماته ونظرياته واغراضه الحيوية وآفاقه الشاملة ومعارفه الثرية، وهو بذلك يثبت أن الادارة الاستراتيجية عصيّة على العزلة والانغلاق او التهميش لأي سبب من الاسباب ولأي تحدّ من التحديات التي تفرضها شروط الثورة التقنية المعلوماتية ووسائل الاتصال الشبكي وما يجره ذلك من تلاشي الابعاد الزمانية والمكانية ومقارباتها الآنية.. الأمر الذي يختصرها ويضعها بإطار زمكاني جديد ينعكس على المنظورات الاستراتيجية وعلى رسائل المنظمة ورؤاها الفانتازية، وهو ما ينسحب على مجمل عمليات الادارة الاستراتيجية ويحتم عليها ضرورة المواكبة والتغيير المتواصل والتجاوز المتسارع للأطر والثوابت النسبية ودورات الانتاج.