أستحوذت وسائل الاتصال الجماهيري في عصرنا الحالي على الإهتمام، لما لها من قوة التأثير في الأفراد والجماعات والمجتمعات، خصوصاً بعد تطور تقنيات الاتصال، إلى درجة أصبح فيها القائم بالاتصال باستطاعته أن يتلاعب بعقول الأفراد ونفسياتهم.
وأصبحت وسائل الاتصال الجماهيري أداة تُساند القوة السياسية والاقتصادية والايديولوجية والعسكرية في الدول الحديثة؛ وكان للدور الحيوي الذي تمارسه هذه الوسائل في المجتمع الدولي ولاسيما القنوات الفضائية سببٌ في كثرة نظريات التأثير في الاتصال الجماهيري على مدى القرن العشرين، ومما أسهم في كثرة هذه النظريات بشكل أساس التناقضات والصراعات التي شهدتها هذه المجتمعات من كل نوع والناجمة عن إختلاف الأنظمة الفكرية والجيوسياسية والاقتصادية والعسكرية والإجتماعية والثقافية؛ فضلاً عن أن الرسائل الإعلامية باتت تحاصر الفرد حيثما يكون مع إختلاف مضامينها مما جعل لِزاماً على الباحثين في مختلف المجالات الإجتماعية والسياسية والنفسية والإعلامية أن يبحثوا في تأثير وسائل الاتصال الجماهيري على الجمهور؛ إنطلاقاً من اعتبار الجمهور أهم أطراف العملية الاتصالية والهدف الرئيس لأية وسيلة إعلامية تقوم بإرسال رسالة اتصالية معينة، إذ إنه في غياب المعرفة التفاعلية معه، تصبح المقدرة التأثيرية والإقناعية للقائم بالاتصال تجاهه محدودة غير فاعلة.