تعـد مشكلـتي البطالـة والفقـر مـن المشكلات المزامنة للانسان لكنها تتباين في حدتها مـن زمن لآخر ومـن مكان لآخر إذ واجهت غالبيـة دول العالـم ومجتمعاتها سـواء كانت متقـدمـة أم ناميـة، وإن اختلفت أسبابها ونتائجها بيـن دولـة وأخـرى، وتنطـوي هـذه المشكلـة على أبعـاد خطيرة كان لها انعكاساتها السلبيـة على الدول والمجتمعات الإنسانية اقتصاديـا واجتماعيا ونفسيا وسياسيـا، وكانت البلـدان الناميـة الأكثـر تأثـرا عـن بقيـة دول العالم لأنها تعانـي مشكلات التخلف التنمـوي في مناحـي بنيويـة متعددة لأسبـاب مـوروثـة لأن أغلبها كـان خاضعاً لنير الاستعمار لأوقات ليست بالقصيرة وما رافق ذلك من تدهور اقتصادي واجتماعي وسياسي، وما تعرضت له هـذه البلدان بعـد الاستقلال من مشكلات الإرث الاستعماري، كالحروب والنزاعات الداخلية والثورات والانقلابات العسكريـة وصعـود نخب دكتاتوريـة لسـدة الحكم أفقـدت شعوبها فرص كثيـرة للتنميـة والتقـدم، وأصبحت هذه الدول تعانـي من مشاكـل كانت عقبـة كبرى في تحقيق النمـو الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ولعـل من أبرزها مشكلـة البطالة والفقر.