إن مجال الحديث عن البعثات العلمية مجال واسع، والبحث فيه ضروري ومهم، إذ تسهم دراسة البعثات العلمية في الكشف عن دورها في البناء الوطني، وإسهامها في رفد الدولة الوطنية بالخبرات في مختلف المجالات، وتتمثل أهمية الدراسة؛ أنها من الدراسات القليلة التي تبحث في دراسة البعثات العلمية، وذلك من خلال مفردات عدة تتناول الأصول، والأدوار، والآثار النافعة التي حصدها المجتمع الأردني خلال الفترة الواقعة ما بين 1926-1962م.
ويكمن السبب وراء تحديد مدة الدراسة في الفترة المذكورة أعلاه؛ لأن العام 1926م شهدّ أول عملية بعث وطني، عندما رأت مديرية المعارف أنها بحاجة إلى أساتذة يُعهد إليهم إصلاح المدارس الثانوية، وقررت إرسال بعثات علمية إلى الجامعات، ولما تحققت من نجاح خريجي الجامعة الأمريكية في بيروت، صممت على الاستمرار في بعثاتها إلى تلك الجامعة، ثم إلى غيرها من الجامعات، وكانت أولى البعثات من مدرستي السلط وإربد الثانويتين، فأرسلت مديرية المعارف في العام الدراسي 1926/1927م ثلاثة طلاب إلى الجامعة الأمريكية في بيروت لتتوالى بعد ذلك مسيرة البعثات الجامعية.