لم يعرف عبد الله باذيب كناقدٍ أدبيّْ إلا بين أوساط عدد قليل من المهتمين والدارسين، وكان أول من تناول باذيب كناقد أدبيٍّ في دراسة مطولة الباحث عبد الفتاح الحكيمي، وذلك في مجلة (الثقافة الجديدة) عام 1987م تحت عنوان( عبدالله باذيب والريادة المبكرة للنقد الأدبي في اليمن)( )،ثم أعاد نشر هذا البحث في كتابه الموسوم (النقد الأدبي في اليمن والمعارك القلمية) الذي صدر عام 1998م، وقد أضاف نهاية الكتاب ببليوجرافيا بالمقالات النقدية التي كتبها عبدالله باذيب , وكانت هذه الدراسة الوحيدة التي تناولت باذيب بوصفه ناقدا أدبيا، فقد خصص الباحث الفصل الخامس من الكتاب لدراسة النقد الأدبي عند عبد الله باذيب، واستهل الدراسة بالإشارة إلى ريادة عبدالله باذيب للنقد الأدبي في بلادنا مبينا مساهماته في تعميق النقد الواقعي في اليمن، فقد أظهر في كتاباته اهتماماً ملحوظاً بقضايا الواقع والمجتمع فكريا وأدبياً منذ وقت مبكر؛ أي منذ نهاية الأربعينيات؛ إذ تصاعد في الجنوب نهاية عقد الأربعينيات تأسيس الأحزاب والجمعيات والتنظيمات السياسية، الأمر الذي يشي بأنّ هذا الاتجاه النقدي في اليمن لم يكن متأثراً بصورة مباشرة باعتمالات الواقع الثقافي العربي في مصر وسوريا ولبنان، بل أفرزته اعتمالات الواقع اليمني الخاص، ولكن بصورة أخرى ستظهر مؤثرات المناخ العربي من حيث تطلّع رائد هذا الاتجاه عبد الله باذيب نحو الأفاق العربية، وهو ما يتضح في مساهماته في نقد بعض التجارب الأدبية العربية.
…..