التخطيط الاستراتيجي على السلوك الريادي

أصبحت فكرة الريادة موضوع إهتمام ليس فقط في مجال الفهم بل القدرة على وضع الاستراتيجيات المناسبة لنجاح المنظمات واستمرار الميزة التنافسية لها لمواجهة الظروف والمتغيرات لتوليد قيمة وإيجاد فرص سوقية جديدة ومشاريع ابتكارية خارج حدود وإطار المنظمات مركزة على معطيات البيئة الخارجية والتكيف معها بغرض التعرف على الفرص التي يمكن أن يخلقها التغيير في مجال الأعمال وعمليات الإنتاج المبتكرة الابداعية والتي تحتم على المنظمات إدراكها ووعيها والانتباه لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــها (Zeebaree and Siron, 2017). يعتبر توافر السلوك الريادي مدخلا لتعزيز الاداء، وهو ما أفضى بمنظمات الأعمال المعاصرة إلى محاولة إقرارها مطلباً ضرورياً لترسيخ حيويتها كونها تجسد جوانب شخصية تؤشر حقيقة وواقعية الفعل الإنساني وقدرته على الإبتكار وتحمل المخاطر. ووفقاً لذلك، إختلف الباحثون في تحديد مضامين السلوك الريادي، فمنهم من ركز على سلوك تنظيم وتنفيذ الفرص، وهناك من ركز على جانب الإستعداد والميل نحو المخاطرة والرغبة في النجاح والثقة بالنفس والاندفاع نحو العمل والالتزام والتفاؤل واتباع المنهج النظمي، فالأفراد الرياديون يحولون الممكن إلى واقع كما يعملون على تحويل الفرص البسيطة غير المحدودة إلى شيء ذي فائدة (Jelenc and Pisapia, 2015). وهو ما أكد عليه Koe (2016) بالإشارة إلى الأنموذج المتكامل المُقدم من Lumpkin and Dess في عام 1996 الذي يوضح العلاقة بين التوجه الريادي الفردي وأداء المنظمات ليعكس تبلور مفهوم السلوك الريادي بشكل أكثر وضوحاً.