تكريت المدينة العريقة الموغلة في عمق حضارات بلاد وادي الرافدين هي شجرة مثمرة امتدت جذورها لآلآف السنين وأعطت ثمارها فكرا وعلما ومراكز علم في مختلف العصور. ودور العلم فيها قد خلدتها كتب التاريخ والآثار وكشف عنها باحث ظل ينقب وينبش بين صفحاتها عن تلك المراكز ورصد لنا عددا من المدارس الفقهية ودور إقراء القرآن ودور الحديث والربط الإسلامية فضلا على بعض مدارس السريان فيها وفي خارجها وحيث حطت أقدام علمائها، منها المدرسة الهمامية التي أسست قبل سنة 576هـ والمدرسة النظامية التي ضمت دارا للإقراء ومدرسة المشهد (مشهد الأربعين) التي عرفت بنشاطها منذ منتصف القرن الخامس الهجري ودار الحديث الفتوحية التي أسسها أبي الفتوح بن أبي السعادات قبل عام 618 ومدرسة رباط ابن الفقير(المتوفى سنة 527هـ).
ومن مدارس السريان التي رصدها المؤلف مدرسة أوانا بضواحي تكريت (تل قبر العروس) ومدرسة دير الراهبات – العذارى (آثار الخمسة أصابع) ومدرسة جبيلتا (تل السوك) زيادة على ذلك ذكر المؤلف المدارس ومراكز العلم التي أسسها علماء تكارتة في المدن العربية وحيث حطت رحالهم.
ان تتبع هذه المدارس التعليمية ومراكز العلم في المصادر التاريخية وكتب التراجم والرحلات وغيرها هو جهد كبير لأنه يتطلب الرجوع إلى المئات منها والكشف عن علمائها ورجالها، ولا يصبر عليه إلا القلة من الباحثين المثابرين.