شهدت بيئات الأعمال تحولاً سريعاً كان له آثاره الإيجابية والسلبية على منظمات الأعمال تبعاً لدرجة استجابتها، وتكيفها وقدراتها التنافسية. هذه المعلومات تطرح سؤالين مهمين هما: لماذا تمتلك بعض المنظمات القــدرة على النجاح وتجــــاوز منافسيها في حين تفشل منظمات أخرى ؟ ما الذي يميز المنظمات ذات الاستجابة والمهنة عن تلك المنظمات التي تفشل في الاستجابة بسرعة، والتكيف للخبرات السريعة في بيئة الأعمال ؟
فالمنظمات التي شهدت نجاحاً تبين لها أن الاستمرارية والاستدامة لهذا النجاح على المدى الطويل يعتمد على الرشاقة الاستراتيجية وعلى الحاجة إلى تحقيق الزيادة والتميز في مجالها . وحالما يتحقق ذلك تقوم المنظمة بالتعلم والاستفادة من خبراتها وتحسيناتها الدؤوبة من أجل الحصول على فرص السوق والمعرفة تسمح للمنظمة أن تنتهز هذه الفرص واعتماداً على الرشاقة الاستراتيجية من أجل تكوين قاعدة أساس للنجاح المؤسسي- الاستدامة- لتعزيز إعادة ضبط القيمة من خلال اختراق أسواق جديدة وتبني نماذج أعمال جديدة، وتحقيق الابتكار مقارنة بمنافسها. والتطورات الايديولوجية المعاصرة في مجال الإدارة الإستراتيجية تحث المنظمات على كسر طوق الحصار وجلب ما هو جديد وفريد من نوعه. واحد أهداف التعلم الاستراتيجي تغيير قاعدة المعرفة في المنظمة، وتحسين قدراتها وتنشيط علاقاتها مع البيئة من خلال التكيف مع المتغيرات الداخلية والخارجية ، وفي نفس السياق يعتبر التعلم الاستراتيجي ركناً اساسياً له اثارة على الرشاقة الاستراتيجية لمنظمات الاعمال كحل استراتيجي لمواجهة التحديات التي تواجهها المنظمة في بيئة الاعمال وبالتالي فهذا البحث سيسهم بشكل واضح في مساعدة المنظمات الراغبة بتحقيق النجاح الاستراتيجي لاعمالها .