من المتعارف عليه أن هدف الحرب هو قهر قوات العدو وتدميره واحتلال أرضه. ولتحقيق هذا الهدف لابد من الإرتكاز على استراتيجية عسكرية وتكتيك محكم، فالاستراتيجية هي تخطيط وتنسيق وتوجيه العمليات العسكرية لتحقيق الأهداف السياسية.
بينما تنفذ التكتيكات الخطط المتضمنة في ذلك بإصدار القرارات المتعلقة بحركة القوات وإستخدام الأسلحة والمعدات في ميدان المعركة، وحرب المدن هي الحرب التي تجرى في المناطق الحضرية مثل القرى والمدن، وتعتبر من أصعب الحروب التي يمكن أن تشن، فهي معقدة لدرجة ندرتها في التاريخ، ولا يتمكن من إجادتها أحد، إلا بعد خبرة طويلة، تتخللها تضحيات كبيرة لا يتحملها إلا صاحب حق.
وتكمن صعوبة حرب المدن وتعقيداتها في كونها تخاض في عقر دار الحكومات المراد إسقاطها أو فرض الإرادة عليها، وقريباً من مقرات أجهزتها الأمنية وعيونها، ولذلك حتمت هذه الحرب وجود قيادتين لتنظيماتها (قيادة سياسية وأخرى عسكرية)، كما فرضت طبيعة هذه الحرب على محاربيها أن يكونوا قلة، ولكن على مستوى عالٍ من التدريب والمهارة، كما يجب أن تتسم بالدقة العالية والسرية التامة؛ لدرجة عدم إطلاع القيادات السياسية على بعض الأسرار عن توقيت المهمات وأهدافها.