إستحوذ التلفزيون في العصر الحالي على إهتمام الجماهير أينما حل ، ومهما كان المستوى التعليمي والثقافي والإجتماعي والإقتصادي لتلك الجماهير ، لما له من تأثير كبير في مستوى الأفراد والجماعات والمجتمعات ، بل وأصبح التلفزيون أداة تساند القوة السياسية والإقتصادية والإيدولوجية والعسكرية للدول .
وقد أثبت التلفزيون دوره الفاعل وتأثيره البالغ في العملية السياسية وتكوين الرأي العام عند الدول ذات الأنظمة الديمقراطية خصوصاً في أثناء الإنتخابات ، ويتضح ذلك التأثير من خلال نتائج الكثير من الدراسات التي أجريت في هذه المجال سيما الدراسات الحديثة منها والتي أشارت الى أن التلفزيون يقدم المعرفة بكل أشكالها الى الجماهير من خلال الأخبار التي يقدمها والأعمال الوثائقية والتسجيلية وعموم المعلومات التي يقوم بنقلها وكذلك من خلال التفسيرات والتعليقات والتحليلات على الأحداث أو المشاكل أو المواقف التي يعرضها التلفزيون من خلال برامجه المختلفة وخصوصاً مايتعلق منها بتنمية المجتمع وتطويره أوما يعالج قضاياه ومشاكله ، وكذلك الثقافة التي يقدمها والواقع الذي يعرضه أمام المجتمع عموماً والسياسيين خصوصاً ، وأيضاً القوة الإقناعية والإيحائية التي يتمتع بها ، فقد أشارت الدراسات كذلك الى أن الأنظمة السياسية ومنذ نشأة التلفزيون الى عصرنا الحالي قد إجتهدت في تقدير حجم تأثير التلفزيون وأبعاد ذلك التأثير ومستوياته ، وكلما زادت ديمقراطية النظام السياسي كلما زاد إعتماده على التلفزيون ، لأن النظام الديمقراطي يبنى على عمليات تشغيل مستمرة للمعلومات والأفكار التي ترد اليه من بيئته المحلية والخارجية ، والمعلومات هي أحد المدخلات الأساسية للأنظمة السياسية التي تعبر عن مطالب وإهتمامات الرأي العام .. .
…