إنِّ التطور الهائل الذي أدخله العالم على البنية التحتية العالمية للمعلومات خلال العقدين الماضيين, جعل من الفضاء السيبراني ساحة جديدة ومهمة للتنافس الدولي، وعليه فقد غدا الأمن السيبراني يحتل مركز الأولوية في الاستراتيجيات الأمنية للقوى الدولية العظمى والكبرى التي تتنافس على الصدارة، في ظل نظام دولي جديد متعدد الأقطاب آخذ في الظهور ولكن لم يتضح بعد مخططه أو شكله النهائي, والواقع إن التنافس بين الولايات المتحدة والصين ليس جديداً, ولكنه أخذ أشكالاً ووسائل جديدة فرضها التطور التقني والتكنولوجي الذي يشهده العالم, ويبدو أن العناصر الأكثر تأثيرًا في التفكير الصيني اليوم, هي الرغبة في تطوير قدرات عسكرية غير تقليدية ومتكافئة مع الولايات المتحدة, واستعادة مكانة الصين التي تستحقها في العالم, هذه العوامل مجتمعة مع شعور وأضح بصعود الصين كقوة منافسة للهيمنة الامريكية, جعلت الولايات المتحدة تنظر للصين بأنها أخطر منافس لمكانتها العالمية, من وجهة نَظر الولايات المُتحدة ثمةَ قضايا رئيسة, تُشكل مصدر خطر على الأمن السيبراني هي: الشكُوى من الاختراقات الصينية المتكررة لشبكات المعلُومات, واحتمال أن تكون الصين على أهُبة الاستعداد لشن هجوم الكتروني بهدف تدمُّير البنية التحتية الاساسية الأمريكية, أما الجانب الصيني فانهُ يشجُب هذه الاتهامات ويدٌعي بأنه هو الذي يتعّرض للهجُوم الإلكتروني كما ينتَقد الجانب الصيني تموّيل الولايات المتحدة لتكنُولوجيا التحايل على رقابة الانترنيت, وُيؤيد حق الدول في الرقابة على المعلومات داخل حدودَها, أو ما يعرف (بالسيادة الالكترونية), كما ترفض الصين الهيمنة الأمريكية على الانترنيت.
التنافس المعلوماتي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين – دراسة في الأمن السيبراني
$22.00
تأليف : محمد جسام على الله
سنة الطبع:2023
عدد الصفحات:244
ISBN : 9789923255865
دار امجد للنشر والتوزيع
نوع الكتاب
ورقي