تتطور افكار الانسان، وينشأ عن هذا التطور تكون فلسفات وقيم وأنظمة، تحاكي الواقع، واحيانا تقفز عليه، وتكون في المخيلات والاحلام، وبعد حين يصبح الحلم حقيقة.
وكلما مرت البشرية بطور من أطوار الحرب والدمار والتخريب، يبرز النقيض افكارا للحرية والحقوق والبناء، وتظهر خيالات الادباء والمفكرين، وهي ترنو بإبصارها نحو مستقبل حالم، كجمهورية افلاطون، والمدينة الفاضلة للفارابي.
لكن الواقع يقول هي مجرد اضغاث احلام، وجاء الاشتراكيون وقدموا نظريتهم في المجال نفسه، فأسموها نظرية اضمحلال الدولة، وقبل ان تبصر فكرتهم النور، انتحرت على اعتاب الاشتراكية.