إنّ الموضوع الّذي تناوله هذا الكتاب موضوع شاسع متشعّب بالغ التّعقيد، وكنت في كثير من الاحيان اواجه مواضيع لم يسبّق لغيري التّطرّق إليها، فقد جاء هذا الكتاب متقصياً ومستكشفاً لها في المصافّ الأوّل، ولم يترك أيّ موضوع يتعلّق بالبناء العلميّ للحملات الانتخابيّة إلّا وعالجها.
ولأجل تناول الموضوع بصورة منهجيّة متسلسلة، رأيت أن اقسم هذا الموضوع الى جزئيين، يضم الجزء الأول ستة فصول، تحمل طابع العرض والتّوضيح لموضوع الحملات الانتخابيّة والسّلوك الانتخابيّ، لكلّ من يريد التّعرّف على الاستراتيجيات والآليات والطّرق المختلفة الّتي تستعملها الأحزاب السّياسيّة لكسب ودّ النّاخبين، دون الحاجة إلى التّساؤل عن السّبب الّذي أدّى إلى هذه الواقعة أو تلك، أو عن الغاية من هذا الاتّجاه أو ذاك، بالإضافة إلى ما اعتقد فيها من كبير نفع وجزيل فائدة.