لم يعن المؤرخون والباحثون – إلاّ نادرا – بدراسة الجوانب الاجتماعية في التأريخ ، رغم أهميتها البالغة ، من حيث ارتباطها بالجوانب السياسية من جهة ، وكونها تعكس مدى تقدم المجتمع وما وصل إليه من
استق ا رر ورخاء من جهة أخرى ، لقد إنصب جلّ إهتمامهم على دراسة الجوانب السياسية ، ويلي ذلك الجوانب الحضارية التي تتناول النظم والمؤسسات زيادة على المسائل الفكرية والعقائدية .
وٕاذا ما أخذنا بنظر الإعتبار أن الفترة الأموية من تأريخنا العربي الإسلامي لم تحظ بما تستحقه من إهتمام من لدن الباحثين المحدثين بالفترة العباسية ، يتبين لنا الأهمية الكبيرة التي تنطوي عليها هذه الد ا رسة ، فهي إحدى الد را سات الرا ئدة في هذا المجال ، إذ إقتصر ما سبقها من درا سات على تناول التأريخ الإجتماعي للفترة الأموية إعتماداً على كتاب
الأغاني،أو الحياة الإجتماعية لمدينة دمشق في العصر الأموي.