إن الاهتمام بالراوي ينبغي أن ينصرف إلى علاقاته ووظائفه وصيغ حضوره داخل النص، أي مظاهر السرد وأنماطه، فضلًا عن علاقاته بالمروي له.
لذلك عقد الباحث ثلاثة فصول للراوي تنطوي على هذه المؤشرات الثلاثة. فقد تمحورت مظاهر السرد على محورين: الأول: مظاهر سرد الراوي الخارجي، الذي تميز في رواية الربيعي بسعة الرؤية البصرية التي تلتقط عدة حركات سردية لتكون مشهدًا سرديًا دراميًا فضلًا عن وحدة الزمن «الحاضر» في روايات «الوشم والقمر والأسرار والوكر» والماضي في «الأنهار»، في يتنقل راوي (خطوط الطول ـ خطوط العرض) بين الزمنين.
كما لاحظ الباحث وحدة المكان في «الوشم والأنهار والقمر والأسوار» وتعددها في «الوكر وخطوط الطول ـ خطوط العرض».
أما المحور الثاني فقد لاحظ الباحث فيه أن مدى الرؤية هنا محدود في الروايات جميعها، فضلًا عن انتقال الراوي بين الأزمنة والأمكنة فيما عدا (الأنهار).