الرثاء غرض من الأغراض الشعرية الجميلة، فيه تعبير صادق عن النفس المكتئبة على شخص عزيز فقد بغض النظر عن قرابته أو بعده عن الراثي، والرثاء مدح وذكر محامد الميت وأن قلت مصحوبة بخيال وعاطفة الألم والتوجع الذي يصيب الراثي من الواقع المرير والحزن الشديد للفاجعة التي حلت به.
وأول ما يبديه الراثي في إظهار خزنه ذكر دموعه الغزار على فقيده وحبيبه مع بيان لوعته وشدة ألمه بتمزيق ثيابه وبكائه المرير سواء على أبنه أو في رثاء نفسه بل وحتى في رثاء مدينته.
احتوى الكتاب ثلاث فصول، خصص الفصل الأول والثاني منها للأدب العبري القديم والفصل الثالث للأدب العبري الوسيط، فقد تناول في الفصل الأول:
معنى الرثاء من تأبين وتعزية ورثاء وشفقة ومواساة، وليس ببكاء الموتى فقط بل ذكر محامدهم وأمجادهم العريقة بمدح وفخر ممزوجين بشيء من العاطفة والبكاء.
الصدق في الرثاء: فطبيعة الرثاء أنه يعبر بصدق في نفسية الراثي وبكائه على عزيزه الذي افتقده، وترى النساء أكثر حزناً واشجن من الرجال فليس ببكاءهن وحزنهن يتوقف الأمر بل يتعدى ضرب وجوههن وشق ثيابهن وعويلهن بصوت مرتفع ولبسهن الحداد وجلوسهن بحزن واكتئاب لضعفهن وعدم قدرتهن على القول البليغ كالشعراء، وفي الرثاء نرى كثيراً من الصيغ المبالغ فيها مثل قول الشاعر بتغبير الشمس وانتصابها على القبر، وكذلك الجبال تهتز لسماع الخبر، وكذا الأرض والشجر وحتى النجوم والكواكب والأنهار أما تتغير أو تهتز لسماع الخبر المفجع.
…..