السادية الإدارية في الأوساط التعليمية

إن وظيفة المعلم، وظيفة مهمة تلقي على كاهله مسؤولية خطيرة، وهذه المسؤولية تتمثل بتربية وتعليم الأجيال، سواءً كان معلماً في المراحل الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية أو حتى الجامعية، فهذه المسؤولية الكبيرة تجعل من الضروري أن يتمتع المعلم بصحة نفسية سوية والحرص على عدم إصابته بأي اضطرابات نفسية، ولاسيما الاضطرابات النفسية أو العقلية الشديدة التي تمنعه من أن يقوم بأداء مهمته على نحوٍ جيد.
فالمعلم مثله مثل أي شخص معرّض لأن يُعاني من الاكتئاب أو الاضطرابات والأمراض النفسية أو العقلية، وخصوصية مهنة التعليم تتطلب أن يكون الشخص سوياً نفسياً أكثر من المهن الأخرى؛ لأن المعلم يقوم بعمل حسّاس ويمس جانباً مهماً من جوانب حياة الطلاب، فعندما لا يتمتع المعلم بصحة نفسية جيدة فإنه يعود بالضرر على الطلبة من جهة وعلى مهنة التعليم من جهة أخرى.
ونظراً للحاجة للمعلمين وطبيعة مجتمعاتنا التي تقوم على المجاملة بشكلٍ كبير، فإن المعلم قد يُعاني من اضطراب أو مرض نفسي أو عقلي، ولا يقوم المدير، بتبليغ المسؤولين عن مرض هذا المعلم، فيحاول المسؤولون إذ بُلِّغوا قدر المستطاع ألا يتطوّر الأمر بحيث يخسر المعلم وظيفته حتى وإن كان ذلك يؤثر على العملية التعليمية وعلى مستوى الطلبة.