يعد موضوع التنميـة البشرية أمـراً في غايـة الأهميـة ليس فقط لدى دول عالم الجنوب بل حتى الدول المتقدمة في عالم الشمال سـواء بسواء، وذلك انسجاما مع حكمة انسانية تقول ((لو رغبت أن تخطط لعام واحد – فأبذر الحبوب، وإذا رغبت أن تخطط لعشرة أعوام – فأغرس الاشجار، أما إذا رغبت التخطيط مـدى الحياة – فنـم البشر))، إذ اضحى الاستثمار في العنصر البشري وأعداده وتدريبه الهدف الاسمى لأي سياسة عامـة كون الانسان هو حجر الزاويـة في أي عمليـة تنمويـة شاملـة لأي مجتمع على ظهر البسيطة؛ فالتنمية البشرية المستدامة في احـد مفاهيمها تعني توسيع الخيارات أمام الناس من خلال زيادة تعليمهم وتحسين مستوى الخدمـات الصحيـة للعيش مـدة اطـول، وتحسين مستوى معيشتهم وزيادة دخلهم بالشكل الذي يؤدي إلى اشباع حاجات الانسان الاساسية وغير الاساسية.
وتظهر اهميـة التنمية البشرية المستدامـة في اهتمام المجتمع الدولي تشريعا وتنفيـذا في مجال التنمية البشرية المستدامة سواء على مستوى منظمة الامم المتحدة أو المنظمات الاقليمية من خلال مؤتمراتها أو تقاريرها الصادرة عنها في القرن المنصرم والقرن الحالي، إذ كانت الاهداف الانمائية للألفية الثالثـة (2015- 2030) الدليل الابرز للأهمية الكبيرة التي توليها الاسرة الدولية لموضوع التنمية البشرية المستدامة، كون تلك الاهداف مثابات بارزة لرسم وتخطيط السياسات العامة الحكومية للأغلب الاعم من دول العالم النامي والمتقدم، ومقياسا حضاريا لاي مجتمع من خلال مدى التزام سياسات الدولة العامـة بتبني تلك الاهداف في رسم سياساتها.. …..