تنبع اهمية الكتاب من تناوله لسلوك سياسي خارجي لدولة عالمية عظمى تُعدّ الآن من قِبَلِ الكثيرين من السياسيين والباحثين هي القائدة للقطبية الأحادية ألا وهي: (الولايات المتحدة الامريكية)، وهذا السلوك الخارجي لها هو حيال دولة مهمة لما تمثله من موقع استراتيجي مهم يمتد بين الدوائر الاقليمية المتعددة يفرضها عليها موقعها الجغرافي، وهي: الدائرة الآسيوية والدائرة الأوربية والشرق اوسطية، وتمثل هذه الدوائر فضاءات لحركة تركيا الاقليمية وقدرتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، مما جعلها تقدم نفسها كشريك مهم للولايات المتحدة الامريكية في هذه المنطقة, ومن جانب آخر: إنّ الولايات المتحدة الامريكية بدأت ترسم لأطراف اقليمية أدواراً لتحقيق أهدافها ومصالحها في المنطقة, وعليه فإنّ السياسة الخارجية الأمريكية حيال تركيا منذ العام (2002)، تمثل محصلة لأوضاع داخلية وتفاعلات اقليمية ودولية ترجمة نفسها في السلوك السياسي الخارجي الأمريكي حيال تركيا، والذي يأتي ضمن الجهود السياسية لإعادة رسم المنطقة على وفق التصور الأمريكي، وهذا ما اعطى وأسند لتركيا دور ومهمة في تحقيق هذه الأهداف, وقد تجسد ذلك بما لعبته تركيا من دور فيما عرف بـ(الربيع العربي).