تأليف : د.نهى مثنى نجم الدين النعيمي
سنة الطبع:2024
عدد الصفحات:333
ISBN : 9789923257845
دار أمجد للنشر و التوزيع
نوع الكتاب
ورقي
$30.00
إن تحديات الأمن الإقليمي في منطقة المشرق العربي أثرت بشكل كبير في الأمن القومي التركي، ممّا دفع تركيا إلى اتباع سياسة خارجيّة جديدة أساسها على الاستقلالية، والمرونة في التحالفات الخارجيّة، من أجل تأدية دور إقليمي محوري فاعل يعتمد على سياسة توظيف القوة الذكية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجيّة.
تعد منطقة المشرق العربي واحدة من المناطق المهمّة استراتيجياً والتي تحظى باهتمام واسع من قبل الدول على المستوى الإقليمي والدولي ولاسيما تركيا لما يمتلكه المشرق العربي من مقومات كبيرة (الاقتصاديّة والثقافيّة والعسكريّة)، فضلا عن موقعها الجغرافي الحيوي الذي له أهمية استراتيجيّة، ونتيجة لهذه المكانة الاستراتيجيّة للمشرق العربي، أصبح لها الاثر الأكبر في أن تكون عرضة للتنافس الإقليمي والدولي ومحط اهتمام مشاريع الدول الكبرى، نتيجة جملة من الحقائق تتعلق بمكانة المشرق العربي من الناحية الاستراتيجيّة والعسكريّة والثقافيّة والاقتصاديّة، لذلك أصبحت هذه المنطقة على مرّ التاريخ منطقة متوترة، وشهدت العديد من الحروب والصراعات، لذا فقد سعت معظم الدول على الصعيد الاقليميً والدولي أن تضع قاعدة أو موطئ قدم لها في المنطقة، وتحديداً تركيا، حيث تعد القواعد العسكريّة من أهم أدوات تركيا الخارجيّة في بسط نفوذها الخارجي على المنطقة العربيّة.
ونتيجة لما تشغله تركيا من مكانة استراتيجيّة مهمّة بفضل ما تمتلكه من موقع مركزي بين قارات العالم الثلاث، ومقومات قوة سياسية واقتصادية وعسكرية، أهلتها لتأدية أدوار متعدة الأبعاد، ومكّنها من إجراء المناورة في محيطها الإقليمي، ولاسيما في المشرق العربي لكونها مليئة بالتحديات الإقليميّة التي ساعدت تركيا في تأدية دور إقليمي عِبْرَ السعي للتحكم في المنطقة لتحقيق مصالحها التوسعية، ومدّ نفوذها في جوارها الإقليمي المباشر، ولاسيما في المشرق العربي وبالتحديد (سوريا والعراق)، فضلاً عن دول الخليج العربي بصورة عامة.