يتناول الكتاب رصد وتحليل السياسة الخارجية الأمريكية تجاه كينيا، ورغم أنها تركز من الناحية الزمنية على مرحلة ما بعد الحرب الباردة، إلا أن التطورات السياسية التي شهدها العالم خلال مرحلة الحرب الباردة كان لها أثر كبير في السياسة الخارجية الأمريكية.
والملاحظ أن السياسة الأمريكية تجاه كينيا تأثرت وتغيرت من حيث أهدافها ومصالحها وأولوياتها وأدوات تنفيذها عن كل مرحلة، فخلال مرحلة الحرب الباردة تأثرت هذه السياسة بمجموعة من العوامل المتداخلة على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي لجمهورية كينيا، فعلى الصعيد الداخلي برز دور التوجهات السياسية للنظام السياسي الكيني الموالية للغرب على حساب المعسكر الاشتراكي لاسيما أن كينيا خضعت للاستعمار البريطاني قبل نيلها الاستقلال عام 1963، فكان ذلك سببًا في تبنيها سياسة موالية للغرب، ولهذا عمل التيار الليبرالي فيها بعد سيطرته على سدة الحكم على إقصاء التيار الاشتراكي من المشهد السياسي الكيني عن طريق اعتقال قادتهم وغيرها من الضغوط الإدارية والسياسية، وفي سياق تعزيز التوجه الكيني نحو الغرب تبنت كينيا سياسة اقتصادية قائمة على التوجه الحر واقتصاد السوق، فضلاً عن ذلك أثر الموقع الاستراتيجي لكينيا من جانبه في السياسة الأمريكية تجاه هذا البلد، لاسيما وأن كينيا تتمتع بموقع استراتيجي متميز في منطقة شرق أفريقيا.