يأتي هذا الكتاب في صلب الاستشهاد بالقرآن الكريم في مجال النحو من خلال كتاب( شرح الجمل في النحو والصّرف للزجّاجي لأبي عبد الله محمد بن علي المعروف بابن الفخّار)، ولهذا العالم أُسلوبه المختلف عمّا تقدّم ذكره في قضية الاستشهاد بالقرآن الكريم.
كما أنّه كان من أكثر النّحاة اعتماداً على القرآن الكريم والعناية به، ومن مظاهر هذه العناية إحاطته الكثيرة بمواطن الاستشهاد بآيات الكتاب الكريم ودرايته بمدى استعمال كثير من الأساليب أو الكلمات فيه.
لذلك فإن الشواهد القرآنية تُعدّ وثيقة تاريخية ولغوية، حفظت لنا مادّة اللّغة العربية، وإنّ الاستدلال القرآني الذي استدل به النّحاة واللغويون هو لتقعيد النحو العربي، ولأهميّة الشاهد القرآني في توضيح قواعد اللّغة وتقرير أحكامها، وتبيين ظواهرها.