آيات القرآن الكريم وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم التي تحذر من خطورة الفتنة كثيرة ، ولكن مع ذلك وللأسف فقد مرت الأمة الإسلامية على مر التاريخ بفتن عظيمة أبتلي بها المسلمون وفككت وحدتهم، فكانت العصبية للمذهب والطائفية الدينية من أبرز عوامل الفتنة والتفكك بين صفوف المسلمين.
إختلف المسلمون عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في أمور الخلافة فمنهم من رأى أن الأنصار هم أحق الناس بالخلافة فهم حماة الإسلام ونصراء رسول الله عليه الصلاة والسلام. ورأى فريق آخر أن المهاجرين أحق بالخلافة لما لهم من أسبقية في دخول الإسلام، أما البعض الآخر فنادوا بآل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولكن ما لبث الأمر أن انتهى في اجتماع سقيفة بن ساعدة وبويع أبو بكر الصديق رضي الله عنه خليفة للمسلمين في عهد الصديق رضي الله عنه قامت كانت أول الفتن حدوثاً بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهي ارتداد كثير من الأعراب عن الإسلام، ومنع طوائف منهم للزكاة، زاعمين أن ذلك قد انتهى بموت النبي صلى الله عليه وسلم، لكن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، كان حازما تجاه أصحاب هذه الفتن، فجيَّش الجيوش وقاتلهم حتى أذعنوا ثانية للإسلام.
ثم حدثت بعد ذلك فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه، وهي من أعظم الفتن التي مرت بها الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة، لما تركته من الخلاف والانقسام في صفوف الأمة، ثم أعقبت ذلك فتن أخرى لها صلة بها وقعت في عهد الخليفة علي رضي عنه، منها وقعة الجمل وصفين والنهروان، والكثير من الفتن الطائفية ففي عهد علي رضي الله عنه ، نبتت المذاهب كالخوارج والمذهب الشيعي وانتشرت هذه المذاهب في العالم الإسلامي حتى يومنا الحاضر.