العلاقات السياسية بين الدول العربية في القرن العشرين، هي علاقات حديثة نشأت بعد استقلالها، بعدما كانت محكومة بإرادة ومصالح المستعمر الذي كان مسيطرًا على مقدرات تلك البلدان، وقد كانت بريطانيا تهيمن على مجموعة من تلك البلاد العربية، وفق تسميات مختلفة، فمنها البلدان المحتلة ونالت إستقلالها كالعراق ومصر، ومنها من كانت بلدان منتدبة، كفلسطين، والقسم الثالث، كانت بلدان محمية، كدول الخليج العربي، وكانت العلاقات فيما بين تلك البلاد، تمر من خلال المندوب أو المعتمد السامي، أو الحاكم السياسي البريطاني، ولايجوز إقامة أية علاقة سياسية أو اقتصادية، مهما كانت، إلا من خلال هؤلاء، وهكذا كانت علاقات دولة الإمارات العربية المتحدة، مع البلدان العربية ومنها العراق، قبل أن تتحرر، ولم يكن التبدل الذي طرأ على السياسة البريطانية قد حدث بصورة عفوية، وإنما جاء بسبب التغير في الاستراتيجية البريطانية بمنطقة الخليج العربي منذ عام 1957، التي أصبحت تعرف باستراتيجية شرق السويس، أي المنطقة الواقعة بين عدن غربًا وسنغافورة شرقًا، بما في ذلك الخليج العربي، ووفقا لهذه الإستراتيجية، فان بريطانيا أرادت الإحتفاظ بنفوذها في المنطقة، عن طريق قواعد عسكرية فعالة يمكن الإنطلاق منها في أي وقت، ومن أهم هذه القواعد: عدن، وسنغافورة والبحرين،.
وقد أعلنت حكومة العمال البريطانية، إعادة النظر في سياستها الدفاعية في كانون الثاني-يناير عام 1968، عندما أعلن هارولد ويلسن، رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، أمام مجلس العموم البريطاني في 16 كانون الثاني عام 1968، حيث قال:”لقد قررنا الاسراع في سحب قواتنا من شرق السويس في موعد لايتجاوز نهاية عام 1971، وهو يعني عمليًا انسحابنًا من الخليج العربي ”
وقد تناول الكتاب، مدى عمق العلاقات العراقية الإماراتية، في ضوء ماتعرض له البلدين من مؤثرات داخلية وخارجية، ومارافق من أحداث خلال فترة الدراسة، وقد شملت تلك العلاقة كل مايتعلق بالأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وسلط الضوء على النظام السياسي المتبع في كلا البلدين، ونظرتهما كل حسب آيدلوجيته ونظرته للأمور، وحسب ماتقتضيه المصلحة المشتركة بينهما.