يعد موضوع العلاقات التركية-السورية من المواضيع المهمة والتي تستحق الدراسة، وعليه فبالرغم من الكم الهائل للدراسات والبحوث لهذا الموضوع فأنها (أي العلاقات التركية -السورية) لم تزل بحاجة لمزيد من البحث والدراسة والتحليل، فالعلاقات التركية-السورية ليست من نوع العلاقات التقليدية وإنما لها من الخصوصية ما أضفى عليها طبيعة خاصة، تمثلت بتقلبات هذه العلاقات على مر السنوات والأزمان ولعبت عوامل الجغرافية ومتغيرات التأريخ دوراً بارزاً في تشكيل أطر تلك العلاقات, إذ انطلقت تركيا في انفتاحها على سوريا في إطار انفتاحها على كل محيطاتها الإقليمية من البلقان إلى القوقاز، ومن روسيا إلى شمال أفريقيا، وفقاً لسياسة تعدّد الأبعاد. ولكن في إطار هذه السياسة أولت تركيا (العمق الاستراتيجي الجغرافي والتاريخي والحضاري) أهمية خاصة والعنوان الأهم لهذا العمق هو العالم العربي , وضمن المشرق العربي كانت سوريا تحتل مكانة الصدارة في محاولة تركيا ترجمة إستراتيجيتها الجديدة خصوصاً ان لها مع سوريا حدوداً تتجاوز الـ 900 كيلومتر، وتشكل البوابة (العربية)الوحيدة لتركيا إلى العالم العربي، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار ان بوابة العراق مع تركيا وفقاً لخريطة العراق الجديدة لم تعد عربية بل كردية.