المتتبع لتاريخ منطقة الخليج العربي يلاحظ أن الصراع والتنافس للسيطرة عليه من قبل القوى الاستعمارية التقليدية بدء منذ القرن السادس عشر، فقد شهدت المنطقة تنافس البرتغاليون والهولنديون والانكليز والفرنسيون للسيطرة عليها، كونها تمثل مركزاً إستراتيجياً مهماً للعالم وممراً مائياً وتجارياً مهماً، وقد ازدادت أهمية المنطقة بعد اكتشاف النفط فيها ومع بروز القوتين العظميتين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية، نظرت كل منهما إِلى منطقة الخليج العربي باهتمام خاص.
ومن ثم سعت الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب الباردة أن تبعد الاتحاد السوفييتي عن منطقة الخليج العربي التي اعتبرتها منطقة نفوذ لها ولحلفائها الغربيين، وتمكنت من إقامة قواعد عسكرية لها في المنطقة لتامين مصالحها الحيوية المتمثلة بالنفط، فضلا عن قمع ومواجهة الحركات والثورات التحررية في المنطقة، والتي تعتبر تهديداً لمصالحها.
وعلى أثر قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 والغزو السوفييتي لأفغانستان في العام نفسه عدّت الولايات المتحدة الأمريكية ذلك تهديداً لمصالحها الحيوية في منطقة الخليج العربي، فأنشأت عام 1980 قوة عسكرية معدة للتدخل في منطقة الخليج العربي تعرف بـ (قوة الانتشار السريع) ثم تطورت لتصبح عام 1987 قيادة سميت بـ (القيادة المركزية الأمريكية) وبعد انتهاء الحرب العراقية-الإيرانية وبروز العراق كقوة عسكرية مهمة في المنطقة، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تخطط لإجهاض تلك القوة التي عدتها تهديداً لمصالحها ولحلفائها المحليين في المنطقة.
وبعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفييتي، برزت الولايات المتحدة الأمريكية كقطب لا منازع له يحاول فرض هيمنته على العالم، وقد اتاحت تلك المتغيرات الفرصة للولايات المتحدة الأمريكية لفرض سيطرتها على منطقة الخليج العربي، وتهديد القوى الإقليمية التي تتعارض مع أهدافها في المنطقة. …..