العلاقة بين المشهد الفني و النص المسماري في ضوء المنحوتات الأشورية

لم يأتِ الفن في بادئ الأمر لغرض الفن في العصور القديمة، وإنما جاء تلبية لمتطلبات أفراد المجتمع وحياتهم اليومية، كما عُدَّ صلة الوصل بينهم، وبمرور الوقت أصبح الفن أداة للتعبير عن الأحاسيس والأفكار، وبهذا فقد كان له الوظيفة نفسها التي تؤديها الكتابة منذ زمن بعيد وحتى وقتنا الحاضر، ولما كان الاثنان يمثلان وسيلة إبلاغيه لحدثٍ ما فإننا نجزم بوجود ترابط بينهما بشكلٍ أو بآخر. إذ أن الكتابة كانت في بادئ الظهور تمثل صوراً تُعبر عن أفكار وأفعال أراد الإنسان العراقي القديم تسجيلها، ولكن بمرور الوقت ابتعدت الوسيلتان عن بعضهما البعض، وهذا الافتراق نتيجة طبيعية لتطور الفكر وهو حال جميع النتاجات البشرية الفكرية والمادية.