تعد دراسة المذاهب والفرق الإسلامية في (المغرب والأندلس) الغرب الإسلامي ذات أهمية كبيرة في دراسة الفرق والمذاهب الإسلامية للعالم الإسلامي فهي دراسة متصلة ووثيقة بإتجاهين الأول لأنها إمتداداً وتطوراً وإنتشاراً للمذاهب والفرق التي كان أساس ظهورها وسبقها في المشرق الإسلامي ومن جانب الثاني هو إرتباط المغرب بالأندلس لأن ما كان يجري في المغرب كان له صدى في الأندلس وما يحدث في الأندلس له رد فعل في المغرب .
وبإنضمام المغرب والأندلس إلى الدولة الإسلامية الكبرى أعطاها طابعاً مميزاً وقسم الدولة الإسلامية إلى قسمين كبيرين قسم شرقي له نظمه وحضارته وتقاليده ، وقسم غربي له مقوماته وثقافته معتمداً في أسسه وبناءه على قسمه الشرقي ، وبذلك لعب القسم الغربي دوراً كبيراً في تطور وإزدهاروإبتكار المذاهب والفرق الإسلامية ، وإزدهار حركتها التأليفية في هذا المضمار ، وأصبح الإطار الإسلامي منذ الفتح للغرب الإسلامي والذي وقع في القرن الأول الهجري صياغة حضارية إسلامية مزجت بشكل عجيب ودقيق مكونات شتى في أجزاءه التي ضمت صنوف مختلفة من الجنس البشري وفي مواقع جغرافية متعددة شملت (الأندلس ، وليبيا ، وتونس ، والجزائر ، وموريتانيا) الغرب الإسلامي وأصبح له دور في الدراسات الإسلامية العقائدية والمذهبية وكشف عن عبقريات الفكر الإسلامي الأصيل لتلك المنطقة ، حيث لم يكتفِ الغرب الإسلامي من الوقوف عند الإقتباس من حضارة المشرق الإسلامي ومنها حضارة المدينة وبغداد … الخ ، بل أخذ يعمل على إشعاع نفوذه وما إكتسبه من حضارة عظيمة متمدنة إلى خارج حدوده مضافاً إلى ما إبتكره في ميدان المذاهب والعقائد والآراء الفلسفية المتجددة .
فالغرب الإسلامي هو قطعة من العالم القديم الذي نشأت فيه نمطية وقد تعايشت في هذه المنطقة أقوام وأمم وديانات قديمة كما تنافرت القوى الكبيرة آنذاك على هذه المنطقة مما أحدث حروباً بين تلك الأمم والأقوام .
وبناءاً على ما تقدم فإن هذه المنطقة قد إلتقت فيها ديانات قديمة وفلسفات قديمة وعادات وتقاليد من شتى أنحاء العالم ولذلك أصبحت هذه المنطقة مرتعاً خصباً للفرق والأفكار الفلسفية .