تمارس وسائل الأعلام دوراً مهماً في توجيه الاهتمام نحو القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية والأوضاع الداخلية والخارجية للدول، ولاسيما إذا ما تحدثنا عن الانتشار المتزايد لوسائل الإعلام المرئية نتيجة لما تحقق في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين من تطورات مهمة في مجال تكنولوجيا الاتصال، حيث تزايد عدد القنوات التلفزيونية الفضائية وأتساع المجال الجغرافي الذي تغطيه بإرسالها في عصر أطلق عليه “عصر السماوات المفتوحة”.
ومن هنا يرتبط الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في المجتمع ارتباطاً وثيقاً بمحددات ومتغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها، وتختلف هذه المتغيرات من مجتمع لآخر ومن فترة زمنية لأخرى، لذا تُعد وسائل الإعلام بشكل عام والفضائيات بشكل خاص إحدى الأدوات المهمة في إيصال الأخبار والمعلومات وإعطائها تفسيرات في قوالب محددة من أجل رسم ملامح الصورة التي أُريد لها أن تتكون في ذهنية الجمهور والتي قد تكون صورة سلبية أو ايجابية وذلك عبر تركيز وسائل الأعلام على جوانب معينة من القضية المثارة وإهمال جوانب أخرى ووضعها في قوالب تخدم أجندة دون أخرى، يحدث ذلك وبشكل خاص في الأحداث السياسية ولاسيما في الأزمات والصراعات والتنافس السياسي، فالإعلام هو المصدر الأساسي لمعلومات الجمهور عن قضايا غالباً ما تكون بعيدة عن الخبرة المباشرة لمعظم الأفراد، ما يجعلها في مقدمة المصادر التي تؤثر على الجمهور بقصد تكوين رأي عام وصورة عقلية تجاه حكومة ما أو حزب أو منظمة، فتختلف طبيعة الصورة المتشكلة في عقول الناس باختلاف الموضوع المتناول في الإعلام….