تعد الديمقراطية من المسائل الحيوية التي شغلت ولاتزال تشغل الفكر الإنساني , وقد شهدت تطوراً متصاعداً ومتعاقباً منذ أول نشوءها مع ازدهار الحضارة الإغريقية الى وقتنا المعاصر, وسوف تقتصر الكتابة عن الديمقراطية وفقا لمفاهيمها الحديثة والمعاصره وفي البدء تعريفها وفقا للمفهوم الغربي الحديث والمعاصر وما أنطوت عليه هذه المرحلة من تطورات واحداث, ومن ثم مفهوم الديمقراطية في الفكر العربي الحديث والمعاصر وماحدث من تطورات منذ عصر اليقظة العربية الى حركات التغيير في الدول العربية, واخيرا في المفهوم العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921م وفي العهد الملكي الاول والثاني والثالث وفي العهد الجمهوري الاول والثاني والثالث, والى مابعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003م , والى موقف الاحزاب السياسية والتيارات السياسية بعد التغيير السياسي الذي حصل في 9 نيسان عام 2003م ,إذ شهدت الساحة السياسية العراقية نشوء العديد من الاحزاب, بعضها كانت تمتلك قاعدة شعبية واسعة وبعضها يفتقد لذلك, وهذه الاحزاب والقوى شاركت في العملية السياسية, ابتداءا من مجلس الحكم مرورا بالحكومة الانتقالية والمؤقتة, ومن ثم في الحكومة الدائمة, ومن الطبيعي ان تكون التعددية الحزبية ظاهره طبيعية في ظل المفهوم الديمقراطي, وان تحقيق الديمقراطية يعد من المطالب المهمه للمجتمعات الانسانية بشكل عام والمجتمع العراقي بشكل خاص، إن من حق أبناءه أن يعيشوا بحرية وكرامة، ومن حقهم أن يُعطوا الفرصة ليلحقوا بالشعوب الأخرى في الانشغال بشؤون التقدم والتطور ومن حق هذا المجتمع أن يحلم بمستقبل مشرق بعيد عن أشكال العنف والقوة والاستبداد، ومتبنيا الحرية والعدالة والمساواة, والتداول السلمي للسلطة والتعددية الحزبية, والانتخابات الحره, ورفض كل أشكال الانظمة الشموليه والاستبدادية, فلا بد من معرفة الفكر الديمقراطي الغربي ومدى تجسيده في الدول العربية ولاسيما الدولة العراقية, وأن نأخذ العبر والدروس من المجتمعات السابقة وان لا نبدأ من الصفر، لان ذلك لن يتحقق الا في سنوات طويلة جدا.