خصصت السور المكية للعقائد والأخلاق والعادات التي هي أهم من ضروب العبادات وعقائد المعاملات، فهي كالأصول للثانية التي وجدت في السور المدنية، ومن عادة القرآن الكريم تقديم الأهم على المهم. وغالب السور المكية كان لموضوع توحيد الله وذم الشرك، وتقرير نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والإيمان والتصديق بما جاء به من عند الله سبحانه وتعالى.. تحمل سورة الإخلاص إجابة وافية عن كافة الأسئلة التي تدور حول توحيد الله وسواه، من الحقائق المعرفية الإلهية، على قلة آيها.و تنفي هذه السورة عن الله تعالى ما يحق نفيه عن ساحة قدسه، وتثبت له ما يحق لإلوهيته، دون أن تنقص شيئاً منهما على قلة ألفاظها.. ثم نجد التفاصيل منبثَّة في الذكر الحكيم قرابة ثلث القرآن أو ربعه وفيها التنزيه الواجب لله تعالى، وكان فيها إحاطة جامعة رائعة مع الإيجاز المعجز، كما احتوت هذه السورة بعض الحقائق العلمية المكنونة والتي قد كشف عنها العلم الحديث مؤخراً.