جعل الله تبارك وتعالى القرآن الكريم للأدواء شفاءً، وللصدور جلاءً، وأن خير القلوب قلب واعٍ للقرآن الكريم، وخير الألسنة لسان يتلوه، وخير البيوت بيت يكون فيه، وأنه أعظم الكتب منزلة، فهو النور المبين الذي لا يشبهه نور، والبرهان المستبين الذي ترتقي به النفوس وتنشرح به الصدور، لا شيء أفصح من بلاغته، ولا أرجح من فصاحته، ولا أكثر من إفادته، ولا ألذ من تلاوته، من تمسك به فقد نهج منهج الصواب، ومن ضل عنه فقد خاب وخسر وطرد عن الباب.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يارب حله (أي ألبسه حلة) فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول يارب زده فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول يا رب ارض عنه فيرضى عنه، فيقال له اقرأ وارق ويزداد بكل أية حسنة (رواه الترمذي). ومن خلال أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم يظهر لنا فضل المعلم الذي يعلم القرآن: قال صلى الله عليه وسلم: ” يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه الناس ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت فإنه إن أتاك الموت وأنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك كما يحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام ” أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة.
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصًا كل الحرص على إتقان القراءة عندما كان يلقنه إياها جبريل عليه السلام