القيادة الاستراتيجية ودورها في بناء المنظمات الأمنية الذكية

في عالم متغير متسارع، يتصف بتنامي دور العولمة وثورة المعلومات والتي شملت جميع نواحي حياتنا المعاصرة، تدور في الذهن الكثير من الأسئلة المتعلقة بالمنظمات بشكل عام، والمنظمات الأمنية بشكل خاص، وما يخبؤه لها المستقبل من تحديات، كما تثور أسئلة حول القيادات ودورها في انجاح المنظمات، وما هي المهارات والقدرات التي سيحتاجها القادة الفاعلون للعبور بمنظماتهم نحو شواطئ آمنة، وتجنيبها عواصف الخطر والفشل، والوصول بها الى قمة النجاح والتميز.
لقد كان موضوع القيادة ولازال من اكثر الموضوعات المثيرة للجدل منذ ظهور المجتمعات الإنسانية، ولا أدل على ذلك من كثرة البحوث والمؤلفات التي تناولت موضوع القيادة، كل ذلك سعيا للحصول على قيادات قادرة على الوصول بالمجتمعات والمنظمات الى غاياتها التي تتمنى وترغب في بلوغها، وقد وضعت المقاييس والمؤشرات والمعايير التي يتم بموجبها التأكد من أن القادة يواكبون المعرفة المتجددة، ويتقنون التعامل مع التقنيات الحديثة، وأنهم قادرون على مواجهة التحديات الخارجية واغتنام الفرص، وأنهم يتقدمون فعلا نحو بلوغ الرؤية والرسالة، ونحو تحقيق الأهداف برشد وفاعلية وديمقراطية وذكاء استراتيجي وعاطفي، وعلى المجتمعات والمنظمات السعي الدؤوب الى اعداد وتنمية قياداتها المستقبلية وفقا لاستراتيجية تلبي احتياجاتها التنموية والأمنية المستدامة.