لقد ثبت ان مفهوم السيمياء في التراث العربي يرتبط بدروس علم الدلالة وتفرعاته، فقد تطور هذا المفهوم في الحضارة العربية والاسلامية ليدل على السمة والعلامة ، بينما ظهرت السسيمياء بالعالم الغربي في الحقل الطبي ثم ما لبثت ان تطورت الى دراسة الدال والمدلول .
فالسيميائية هي تساؤلات حول المعنى ، وهي دراسة للسلوك الإنساني باعتباره حالة ثقافية ، لأن السلوك لا يمكن أن يكون دالا إلا إذا كان وراءه قصد ما، اذ تسعى السيميائية إلى تحويل العلوم الإنسانية خصوصاً اللغة والأدب والفن من مجرد تأملات وانطباعات إلى علوم بالمعنى الدقيق للكلمة، ويتم لها ذلك عند التوصل إلى مستوى من التجرد يسهل معه تصنيف مادة الظاهرة ووصفها ، من خلال أنساق من العلاقات تكشف عن الأبنية العميقة التي تنطوي عليه ويمكنها هذا التجرد من استخلاص القوانين التي تتحكم في هذه المادة ، وهو ما ركزت عليه نظرية دي سوسير اذ تنصب على فحص العلامة ، فالسيميائية لم تكن مجالا تخصصيا فحسب بل احتلت فوق ذلك موقعا مركزيا في البحث العلمي بوجه عام ، إذ كان عليها مهمة اكتشاف اللغة المشتركة في النظرية العلمية .
ومن هنا جاء هذا الكتاب ليدرس توظيف العلامات في المنتجات الاعلامية ودراسة البعد الاتصالي لها من خلال دراسة الدال والمدلول ،ولا يكتفي باستعراض مفهوم السيمياء بشكل عام ،وانما يقدم تأصيلا لمصطلح فرض نفسه هو السيمياء الصحفية وذهب ابعد من ذلك ليتناول مفهوم الكفاية السيميائية بأنواعها المختلفة التواصلية والاتصالية واللغوية وما يتفرع عنها من كفايات مكملة في تحرير الرسالة الصحفية …..